الجمعة، 11 يناير 2008

من «عثمان عبدالباسط» إلي «محدود عبدالوارث الشحات»... مصر بتتقدم بينا




٣٠/١٢/٢٠٠٧ خرج المواطن «محدود عبدالوارث الشحات» من حجرته مودعاً زوجته الست «بحبوحة» وطفليه ميسرة وعبدالغني قاصداً العزم علي الذهاب إلي وزارة التضامن للحصول علي استمارة وثيقة الفقر والتي أقرها وزير التضامن للمواطن الذي يستحق الدعم بعد أن أسدل الستار علي صرف النظر عن الدعم النقدي ومواصلة الدعم العيني وذلك بعد أن تدخلت قوي سياسية كبري لحسم طريقة الدعم مع الأخذ باقتراح وزير التضامن لطرح وثيقة شهادة الفقر علي أن تكتمل ببطاقات سوداء وإلغاء البطاقات الخضراء والحمراء وذلك بعد دراسة متأنية لإعادة توصيل الدعم لمستحقيه بأفضل الأساليب من خلال منظومة للعمل الإداري لمنع التلاعب والتسرب في تهريب دعم الفقراء وتم إسناد هذا العمل لرجال شرفاء أمثال الوزير عبدالرحيم «شحاتة» والدكتور جودت «الملط»، والمعارض دكتور عصام «العريان»..


وبعد معاناة حصل المواطن محدود علي استمارة لملئها قبل تسلمه وثيقة الفقر وبدأ الإجابة عن الأسئلة.. كانت كل الأسئلة متاحة وفي حدود مصالح المواطن محدود ولكن عندما وصل إلي السؤال الخامس والأخير شعر المواطن بدوار وفقد تركيزه فكان السؤال كالآتي اجمع عدد أفراد أسرتك واضرب كل فرد * ١٥٠ قرشاً والناتج اضربه في ٣٠ يوماً فإذا زاد علي راتبك فتقدم لتتسلم وثيقة الفقر أما إذا قل عن راتبك فلا تستحق الدعم..


ثار محدود وانتابته لحظة هياج ودخل للمسؤول وهو يصرخ ممكن تفهمني إجابة السؤال الخامس سأله المسؤول كم راتبك الشهري أجاب المواطن ٢٠٠ جنيه، أمسك المسؤول بآلة حاسبة وقال بصوت منخفض نضرب جنيه ونص وهو مبلغ يكفي حياة كريمة للفرد من مأكل وملبس ومشرب * أربعة أفراد = ستة جنيهات * ٣٠ يوماً = ١٨٠ جنيهاً، موقف حضرتك مخالف لقانون الدعم يا محترم خرج محدود من وزارة التضامن مطأطئاً الرأس وفي حالة انكسار شديد وأخذ يتمتم بصوت مسموع إذا كان «عثمان» عبدالباسط من ستين سنة وأيام الجنيه الجبس كان بيدور علي سلفة ثلاثة جنيهات وكان عندهم وزير تحنيط» وبعد العمر الطويل يجي وزير «التخطيط»، ويقدر عيشتنا بجنيه ونص ثم بدأ المواطن محدود يصرخ بأعلي صوته مصر بتتقدم بينا وأثناء عبوره الشارع دهسته سيارة حتي لفظ أنفاسه الأخيرة، تجمع ولاد الحلال وغطوه ببعض الجرائد القومية

ثم حدث بينهم جدل حائر

هل المواطن محدود شهيد.. أم طماع؟
أمين أبونضارة

منقووول .. المصري اليوم

ليست هناك تعليقات: